الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: محاسن التأويل
.تفسير الآية رقم (114): {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} أي: بالنبوة والرسالة، والاصطفاء على عالمي زمانهما. .تفسير الآية رقم (115): {وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} وهو قهر فرعون لهم، بذبح الأولاد، ونهاية الاستعباد. .تفسير الآية رقم (116): {وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} أي: مع ضعفهم، وقوة فرعون وقومه. .تفسير الآية رقم (117): {وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} أي: البليغ في بيانه للأحكام والتشريعات، والآداب. .تفسير الآية رقم (118): {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي: في باب الاعتقاد والمعاملات الموصل رعايته والسلوك عليه، إلى السعادة. .تفسير الآيات (119- 123): {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ} وهو من أنبياء بني إسرائيل من بعد زمن سليمان، أرسله الله لما انتشرت الوثنية في الإسرائيليين، وساعد على انتشارها بينهم ملوكهم، وبنوا لها المذابح وعبدوها من دون الله تعالى، ونبذوا أحكام التوراة ظهرياً. فقام إلياس عليه السلام يوبخهم على ضلالهم ويدعوهم إلى التوحيد، ويسمى في التوراة: إيليا، وله نبأ فيها كبير. .تفسير الآية رقم (124): {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ} أي: عذاب الله، ونقمته. .تفسير الآية رقم (125): {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} أي: تعبدونه أو تطلبون الخير منه؟ وهو صنم من أصنام الفينيقيين، أقاموا له ولغيره من الأوثان معابد ومذابح وكهنة، يعظمون من شأنهم، ويقيمون لهم المآدب والأعياد الحافلة، ويقدمون لخم ضحايا بشرية: {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} أي: تتركون عبادته. قال القاضي: وقد أشار فيه إلى المقتضي للإنكار، المعني بالهمزة. ثم صرح يه بقوله: .تفسير الآيات (126- 127): {وَاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} أي: في العذاب. .تفسير الآيات (128- 130): {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} أي: الذين آمنوا به واتبعوه: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة بـ: {ياسين}. وقرئ {آل ياسين} بإضافة آل- بمعنى أهل- إليه. وكله من التصرف في العلم الأصلي، الذي هو إيليا على قاعدة العرب في الأعلام العجمية، إذا أرادت أن تلفظها في الاستعمال، وتخففها على الألسنة. .تفسير الآيات (131- 134): {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ} أي: للدعاء إلى الله، والنهي عن الفواحش: {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ} أي: من عذاب قومه المنذرين. .تفسير الآية رقم (135): {إِلَّا عَجُوزاً} وهي امرأته، فإنها وإن خرجت عن مكان عذابهم، كانت: {فِي الْغَابِرِينَ} أي: في حكم الباقين في العذاب، لكونها على دين قومها. .تفسير الآية رقم (136): {ثُمَّ دَمَّرْنَا} أي: أهلكنا: {الْآخَرِينَ} بجعل قريتهم عاليها سافلها، وإمطار حجارة من سجيل عليهم. .تفسير الآيات (137- 139): {وَإِنَّكُمْ} أي: يا أهل مكة: {لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ} أي: فترون دائماً علامات مؤاخذتهم: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} أي: إلى أهل نينوى للتوحيد، والزجر عن ارتكاب المآثم. .تفسير الآية رقم (140): {إِذْ أَبَقَ} أي: بغير إذن عن قومه المرسل إليهم: {إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} أي: السفينة المملوءة، ليركب منها إلى بلد آخر. روي أنه نزل من يافا، وركب الفلك إلى ترسيس، فهبت رياح شديدة كادت تغرقهم، فاقترعوا ليعلموا بسبب من أصابهم هذا البلاء، فوقعت على يونس، فألقوه في البحر. وهو معنى قوله تعالى: .تفسير الآية رقم (141): {فَسَاهَمَ} أي: قارع: {فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ} أي: المغلوبين بالقرعة. وأصله الزلق عن الظفر. .تفسير الآية رقم (142): {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ} أي: ابتلعه: {وَهُوَ مُلِيمٌ} أي: آت بما يلام عليه من السفر بغير أمر ربه. .تفسير الآية رقم (143): {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ} أي: الذاكرين الله بالتسبيح، والإنابة، والتوبة، في بطن الحوت. .تفسير الآية رقم (144): {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أي: لكان بطنه قبراً له إلى يوم القيامة، أي: لكن رحمناه بتسبيحه. .تفسير الآية رقم (145): {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء} أي: حملنا الحوت على طرحه باليبس من الشط: {وَهُوَ سَقِيمٌ} أي: مما ناله من هذا المحبس الذي يأخذ بالخناق. .تفسير الآية رقم (146): {وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ} أي: لتقيه من الذباب والشمس. .تفسير الآية رقم (147): {وَأَرْسَلْنَاهُ} أي: بعد ذلك، بأن أمرناه ثانية بالذهاب: {إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} وهم قومه المرسل إليهم، الذين أبق عن الذهاب إليهم أولاً، وأو للإضراب، أو بمعنى الواو للشك بالنسبة إلى مرأى الناظر، أي: إذا رآها الرائي قال: هي مائة ألف أو أكثر. والغرض الوصف بالكثرة. .تفسير الآية رقم (148): {فَآمَنُوا} أي: فسار إليهم ودعاهم إلى الله، وأنذرهم عذابه إن يرجعوا عن الكفر، والغي، والضلال، والفساد، والإفساد. فأشفقوا من إنذاره واستكانوا لدعوته وآمنوا معه: {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} أي: حين انقضاء آجالهم بالعيش الهني، والمقام الأمين، ببركة الإيمان والعمل الصالح، وإنما لم يختم قصته وقصة لوط بما ختم به سائر القصص من قوله: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ} إلخ اكتفاء بالتسليم الشامل لكل الرسل المذكورين في آخر السورة. .تفسير الآية رقم (149): {فَاسْتَفْتِهِمْ} أي: قريشا المنذرين بأنباء الرسل وقومهم: {أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} أي سلهم عن وجه القسمة الضيزى التي قسموها. جعلوا لله الإناث ولأنفسهم الذكور، في قولهم: الملائكة بنات الله. مع كراهتهم الشديدة لهن، وأودهم واستنكافهم من ذكرهن. .تفسير الآية رقم (150): {أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ} أي: حاضرون، حتى فاهوا بتلك العظيمة. .تفسير الآيات (151- 152): {أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ} أي: صدر منه الولد، مع أن الولادة من خواص الأجسام القابلة للفساد: {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} أي: في مقالتهم. .تفسير الآية رقم (153): {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} أي: اختار الإناث: {عَلَى الْبَنِينَ} أي: الذكور. .تفسير الآية رقم (154): {مَا لَكُمْ} أي: أي: شيء عرض لعقولكم: {كَيْفَ تَحْكُمُونَ} بنسبة الناقص إلى المقام الأعلى، وتخيرّكم الكامل. لطيفة: قال الزمخشري: قال قلت: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} بفتح الهمزة، استفهام على طريق الإنكار والاستبعاد، فكيف صحت قراءة أبي جعفر بكسر الهمزة على الإثبات؟ قلت: جعله من كلام الكفرة، بدلاً عن قولهم: {وَلَدَ اللَّهُ} وقد قرأ بها حمزة والأعمش رضي الله عنهما. وهذه القراءة، وإن كان هذا محملها، فهي ضعيفة. والذي أضعفها أن الإنكار قد اكتنف هذه الجملة من جانبيها. وذلك قوله: {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} و{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} فمن جعلها للإثباث، فقد أوقعها دخيلة بين نسيبين. انتهى.
|